كورنيش المحمدية.. مشروع ملكي صرفت عليه الملايير يئن في العشوائية

هبة بريس ـ الدار البيضاء
قبل سنوات، أعلنت مصالح التجهيز بعمالة المحمدية أن أشغال تجديد كورنيش المحمدية، ستكلف ميزانية قدرها 200 مليون درهم، مؤكدة أن هذا الورش يندرج في إطار تطبيق الاتفاقية الموقعة أمام الملك محمد السادس خلال تقديم مخطط تنمية الدار البيضاء الكبرى 2015/2020، في شتنبر 2014 يشمل أساسا شاطئ ميرامار الممتد على مسافة نحو كيلومتر ونصف.
انتهت 2020 و جاءت بعدها سنة و اثنين و ثلاث، و مازال كورنيش المحمدية يطرح أكثر من تساؤل و العديد من علامات الاستفهام بمجرد أن تطأ أقدام أي زائر لهذا المتنفس الساحلي المكان خاصة في الفترات المسائية.
كورنيش المحمدية، المشروع الملكي الذي صرفت عليه ميزانية كبيرة لم تنعكس بالعين المجردة على واقع الحال في الوقت الراهن، أشغال يظهر جليا أنها تميزت بالعشوائية لدرجة أن معايير السلامة لم تحترم في عدد من فضاءات هذا المرفق مما قد يعرض سلامة الأطفال و المصطافين و زوار الكورنيش لمجموعة من المخاطر خاصة فيما يتعلق بالمدرجات التي تم إحداثها بطريقة غريبة، الأمر الذي تسبب في سقوط عدد من الأطفال من الأعلى في ظل غياب متطلبات السلامة المفترض توفرها في مثل هاته الفضاءات.
المشكل الأساسي الذي يعاني منه كورنيش المحمدية هو الظلام الدامس الذي يفضح الواقع المر بمجرد حلول ساعات المساء، فالإضاءة المتواجدة أصلا ببعض جنبات الكورنيش ضعيفة جدا و لا ترقى للمستوى و لا الجودة المطلوبة.
أغلب أماكن الفضاء مظلمة، خاصة في جنبات الكورنيش الممتد على مسافة تتجاوز الكيلومتر و النصف تقريبا، يمينه كان أم شماله، و حتى الإضاءة التي تم استحداثها بوسط الكورنيش ضعيفة و بجودة رديئة مما يجعل الظلام العنوان الأبرز لهذا المرفق و ما قد يشكله ذلك من تحديات و تهديدات للمرتفقين و ممارسي الرياضة في الفترات الليلية.
النظافة مشكل آخر يلاحظ بالكورنيش، و الفوضى التي يشهدها ليلا بتوافد عدد من المنحرفين و الغرباء و الباحثين عن الأماكن المظلمة لمعاقرة الخمر و القيام ببعض الأمور المنافية للقوانين و الأخلاق، و كذا انتشار الكلاب الضالة و مزاحمتها للمواطنين بالكورنيش و غيرها، مشاكل تجعل زائر الكورنيش يفكر ألف مرة في عدم معاودة زيارته مستقبلا تفاديا لأي خطر أو إزعاج أو مشكل قد يحيط به.
هي أموال طائلة صرفت على مشروع انطلق بأوامر ملكية، و قد تكون التعليمات الملكية ضرورية الآن للمراقبة و الافتحاص و المحاسبة، فما تتداوله ألسن ساكنة المحمدية بخصوص هذا المشروع يطرح أكثر من علامة استفهام، فهل ستتحرك الجهات الوصية لاتخاذ المتعين أم سيظل الكورنيش كما هو غارقا في ظلامه و مشاكله في انتظار غضبة ملكية كفيلة بتحريك المياه الراكدة…